كيف يمكن أن أحبك أكثر من هذا؟
أمسك الورقة.. فأكتب اسمك
أتناول الفرشاة.. فأرسم ملامحك من الذاكرة
أفتح فمي.. فأغني لك
أغلق عيني.. فأحلم بعينيك
أنام.. فأجدني في حضرتك
أصحو.. فأبدأ رحلة السعي لرحابك
*******
أُلقي نفسي في زحام الناس.. فتتوحد الوجوه وتتركز.. لأراهم جميعاً أنتِ
أذهب للعمل, وأغرق في مشاكله.. تنزاح المشاكل.. ومن رحم المعاناة تخرجين, مغسولة بالبراءة, هائمة على وجه الفرحة, ومن أجلي وحدي.. تفتحين فمك اللؤلؤي وتقولين: أحبك
وحدي أتناول طعامي.. فأجدك معي على نفس المائدة.. تمدين يديك.. تطعمينني من جوع, وتسقينني من عطش, تربتين كتفي, وتوصينني بأن أهتم بصحتي
*******
أغسل يدي, فتنزلين مع الماء البارد من الصنبور, تغسلين يدي ووجهي وروحي, وتقدمين لي منشفة نظيفة وغالية
أقرأ الجريدة, فتندسين كعصفور بين السطور, تطاردين الفواصل والنقاط, تَخْرُجين من كل صورة, وتقرئين لي كل خبر بصوت هامس ورقيق, وتضعين خطوطاً حمراء تحت كل حرف حاء و باء
أستمع للموسيقى, فتولدين مع النغم, تعيشين في اللحن, وتصعدين السلم الموسيقي بنعومة, تتزحلقين على درجاته, وتمسكين روحي في يدك, تراقصينها في هيام, وتلفين وتدورين, وتروحين وتجيئين, وقلبي يتنطط من الفرحة, ومن النغم
*******
أتكلم مع الأصحاب, فأنطق.. في تبتل.. اسمك, يسألونني عن الساعة, فأذكر لهم عدد حروف اسمك, يسألونني عن تاريخ اليوم, فأتلو عليهم تاريخ ميلادك, يقولون أنهم على وشك الإنصراف, فأودعهم.. جميعاً.. باسمك
أريد أن أعرف, من أين.. وأنت الرقيقة.. الدقيقة الجسم.. حصلتِ على كل هذه القوة الهائلة, والحضور الآسر المتمكن.. وعلى تذكرة الإقامة الدائمة في قلبي؟
وأريد أن أعرف.. كيف يمكن.. بالله عليك أخبريني.. أن أحبك أكثر من هذا؟