جزاء البلاغة :
• كتب عبد الله بن زياد إلى الخليفة المنصور رسالة بليغة يسأله فيها حاجة، فطال سكوت المنصور، فبعث عبد الله إليه يقول:
ما لأمير المؤمنين لم يرد علي ؟
فأجاب المنصور : قرأت كتابك فسحرتني بلاغته وقوة أسلوبه وروعة بيانه، ورأيت أن الغنى والبلاغى إذا اجتمعا في رجل أفسداه.. لذا أشفقت عليك ورأيت أن تكتفي بالبلاغة!
القتــال :
• كان لأبي حنيفة التميري سيف ليس بينه وبين العصا فرق، وفي ذات ليلة وقف بالباب وقد أنتضى سيفه، وقد سمع حساً في داره فراح يقول: أيها المغتر بنا، المجترئ علينا، فبئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل، وسيف ثقيل، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، ثم فتح الباب على وجل فإذا كلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفانا قتالك.!
أمير الدهـاة :
• طلب أعرابي من حاجب معاوية أن يستأذن له بالدخول عليه، فلما سأله عن اسمه وحاجته أجاب: أنا أخوه لأبيه وأمه ولم يزد على ذلك.
دخل الحاجب على معاوية وأخبره بأمر الرجل فأذن له بالدخول، فلما دخل الرجل على معاوية وكان صاحب هيبة ووقار، عاجله معاوية متسائلاً: أي الإخوة أنت؟
بثبات الواثقين الدهاة أجاب الأعرابي: أنا أخوك من آدم وحواء. هز معاوية رأسه مبتسماً وقد فهم مرامي الرجل وصاح في غلامه:
يا غلام أعطه درهماً.
انزعج الرجل وشعر في لحظة من زمن أن صيده يفلت من شباكه.. وقال لمعاوية:
أتعطي أخاك لأبيك وأمك درهماً واحداً؟
فقال معاوية : لو انني أعطيت كل ما في بيت المسلمين لإخوتنا من آدم وحواء ما بلغ إليك هذا الدرهم.
الخرسـاء :
• قال الأصمعي : رأيت بالبادية أعرابية لا تتكلم فلقت أخرساء هي؟ فقيل لي: لا، ولكن كان زوجها معجباً بصوتها وغنائها فمات فأقسمت ألا تتكلم بعده أبداً.
الزحـام :
• كلما صعد فوح الطبيخ إلى أنف البخيل تنهد وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.
امرأته تعد المائدة ، وتزينها وتضيف لها ما يفتح الشهية. وحين جلسا – هو وامرأته يأكلان قال:
ما اطيب هذا الطعام ، لولا الزحام !! طعمه في فمي ألذ من الحياة نفسها..
قالت امرأته: أي زحام هاهنا يارجل؟ إنما أنا وأنت!
قال: كانت أمنيتي، ومشتهى نفسي وحبي الكبير أن أكون أنا والقدر وحدنا.
الحمار الحكيم :
• أتى رجل لكع لسمسار حمير فقال: اشتر لي حماراً أبلج، له رأس أملس، حكيم إذا صمت، غير مزعج إذا نهق، ليس بالصغير المحتقر، ولا الكبير المشتهر، إن أشبعته شكر، وإن أجعته صبر، وإن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق، إن ركبته هام، وإن ركبه غيري نام.
فقال له السمسار وقد ضاق صدره منه وملأه الغيظ: انتظرني قليلاً، فإن شاء الله ومسخ ابن أبي ليلى القاضي حماراً اشتريته لك.
العطـايـا :
• زار رجل الخطيب بن عبد الحميد وهو أمير على مصر طالباً منه خلعة من مال، أو هدية من هدايا الأمراء، لكن الخصيب صرفه ولم يعطه، وحين غادر الرجل وتوجه في طريقه قابله أبو الندى اللص وكان قاطع طريق لا يعرف الله ولا يخاف الناس.
قال أبو الندى : من اين جئت يا رجل؟
أجابه : من عند الخصيب بن عبد الحميد.
فـرد عليه : وما العطايا التي أعطاها لك الأمير؟
فأجابه : لم يعطني شيئاً. فضربه قاطع الطريق مئتي مقرعة ليجعله يعترف بما معه.
ومرت الأيام وجاء الرجل مرة ثانية لابن الخصيب فصرفه دون أن يعطيه شيئاً. ووقف الرجل برهة من زمن يتأمل الخصيب ثم قال: عليك أن تكتب لأبي الندى أنك لم تعطني شيئاً حتى لا يضربني مرة أخرى مئتي مقرعة. عند ذلك ضحك الأمير وأعطاه العطايا.
اليقيـن :
• كان حيوة من الزهاد الصالحين ، وكان يأخذ عطاءه في كل سنة ستين ديناراً من ذهب.
قال عنه البعض : إنه إذا أخذه لم يطلع به إلى منزله بل يسير باحثاً عن المحتاج وابن السبيل والفقير الجائع، ولا يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها كلها.
من نعم الله على حيوة أنه إذا ما صعد إلى منزله يجد الدينارات الستين تحت فراشه.
كان لحيوة ابن عم بلغه ذلك الأمر فقام وتصدق بما يملك، ثم جاء يطلبه تحت فراشه فلم يجد شيئاً فشكى لحيوة.
فقال حيوة: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيت ربك تجربة.
الهــلاك :
• استقامت صفوف المصلين في المسجد الكبير ووقف الأعرابي مستشرقاً القبلة في الصف الأول خلف الإمام. كبَّـر الإمام وبدأت التلاوة وجاء صوته {ألم نهلك الأولين} فتأخر الأعرابي إلى الصف الآخر، ثم قرا {ثم نتبعهم الآخرين} فتأخر الأعرابي فقرأ الإمام {كذلك نفعل بالمجرمين} وكان الاعرابي اسمه "مجرم" فانزعج حتى ارتعدت فرائصه فترك الصلاة وأخذ يعدو صارخاً: والله ما المطلوب غيري.
فلقيه بعض الأعراب فقالوا له : مالك يا مجرم؟
فقال : إن الإمام أهلك الأولين والآخرين وأراد أن يهلكني في الجملة.. والله لا أراه بعد اليوم.
ثاقب اللؤلؤ :
• مجلس المهدى ملتقى الشعر والشعراء ، والحاشية جمع من المتذوقين للحياة والأدب، وضوء القناديل يشع على الجدران بنور يسطع فيضيئ الطنافس وسجاجيد العجم، وستائر المخمل، ومقاصير خشب السنديان.
دخل يزيد بن منصور خال الخليفة وكانت به غفلة وحماقة وبشار يجلس بين يدي الأمير ينشد قصيدة من الشعر مجلجلاً بصوت له صدى في الأركان.
قال يزيد لبشار متسائلاً : يا شيخ ما صناعتك؟
فاندهش بشار من سؤال الرجل ثم أجابه ساخراً: اثقب اللؤلؤ.
فضحك المهدى ولكنه تدارك الأمر وصاح في بشار: اغرب عن وجهي، اتسخر من خالي؟
فقال بشار : ما الذي أفعله يا أمير المؤمنين ، يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعراً ثم يسال ما صناعته!!
المغفــل :
• مرّ رجل بحمال وعلى كتفه عصا في طرفيها جرتان، قد كادا يحطمان قواه، في أحدهما قمح وفي الأخرى تراب.
فقال الرجل : لِمَ فعلت هذا؟
قال : عدلت القمح بالتراب لأنه كان قد أمالني إلى أحد جنبي.
فأخذ الرجل جرة التراب وقلبها وقسم القمح نصفين في الجرتين وقال: الآن فاحمل، فحمله فخف عليه، ونظر الرجل باعجاب ودهشة وقال: ما أعقلك من شيخ!
العبرة بالنهاية :
• كان بشر السلمي من العباد الصالحين ، يتأمل ملك الله وحكمته في صياغة العالم، وكان يخرج من تأمله بإطالة الصلاة.
وكان أحد تلاميذ بشار معجباً به إلى درجة الافتتان فتأمله يوماً باعجاب وهو يطيل الصلاة ويحسن العبادة.
فلما فرغ بشر من الصلاة والعبادة، قال لتلميذه: لا يغرنك ما رأيت مني، فإن ابليس – لعنة الله عليه – عبد الله آلافاً من السنين ثم صار إلى ما صار إليه.
من طرائف العرب
الملائكة
• قال الأصمعي :
اتخذ أعرابي كلباً فقيل له:
أما علمت أن الملائكة لا تدخل داراً فيها كلب؟
قال :
وما أصنع بالملائكة يرون أسراري ويحصون أنفاسي.
المنــزل
• قيل لزهراء الأعرابية :
أين منزلك ؟
قالت :
ما لــي منزل إنما اشتمل الليل إذا عسعس وأظهر في الصبح إذا تنفس.
ثم اتخذت منزلاً فقيل لها:
كم بيننا وبين منزلك ؟
فقالت :
( أمـا على كسلان وان فساعة وأمـا على ذي حاجة فقريب).
الأسمـــاء
• سأل العتبي أعرابياً :
ما بال العرب سمت أولادها أسداً ونمراً وكلباً ؟ وسمت عبيدها "مباركاً وسالماً"؟
قال الأعرابي : لأنها سمت أولادها لأعدائها وسمت عبيدها لأنفسها!
اليهود والمسيح
• ولى أعرابي البحرين فجمع اليهود فقال لهم :
ما تقولون في عيسى ؟
قالوا :
قتلناه وصلبناه.
قـال :
لا تخرجوا من السجن حتى تؤدوا دينه.
الفقر أشـد
• قيل لأعرابي :
أما تتأذى برائحة الودك "دسم اللحم ودهنه"
فقال : فقـدي له أشد أذى .
- قال الأصمعي :
رأيت أعرابية فقلت لها أتنشدين؟
- فقالت :
إي : والله إني لأنشد وأقول.. فأنشدتني:
لا بارك الله فيمن كان يخبرني
أن المحب إذا ما شاء ينصرف
وجد المحب إذا ما بأن صاحبه
وجد الصبي بثديي أمه الكلِفُ
- فقلت " أنشديني من قولك " فقالت :
بنفسي من هواه على التنائي
وطول الدهر مؤتنف جديد
ومن هو في الصلاة حديث نفسي
وعدل الروح عندي بل يزيد
بعد التجربة
• اشترى معاوية جارية وعنده "صعصعة بن صوحان"
فقال له : كيف تراها :
فقــال :
أراها فاترة الطرف ذات شعر وحفٍ
وفم ادمي كاقاحي الندى في رجراج الثرى
رضا العين مقبلة وشفاء النفس مدبرة إن تم منها شئ واحد
قال معاوية :
مـا هــو ؟
قال :
المنطق
فاستنطقت .. فلما نطقت قال صعصعة :
شهي كتمر نخل خبى
فهل عنها ياأمير المؤمنين من حل؟
فقال معاوية :
" أما دون أن تبلو الخبر فلا "
حيلة لغوية
قال الأصمعي :
سمعت مولى لآل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
" أخذ عبد الله بن مروان رجلاً أعرابياً كان يرى رأي شبيب الخارجي.
فقال عبد الملك :
ألست القائل :
ومنا سويد والبطين وقعنب
ومنا أميرُ المؤمنين شبيب؟
فقال الأعرابي :
إنما قلــت :
" ومنا أميرَ المؤمنين شبيب "
فخلى سبيله وقد نجا بحيلته في نقل الأعرابي بين الضم والفتح في أمير المؤمنين، وسويد والبطين وقعنب من رؤساء جيش شبيب الخارجي والى شبيب هذا تُنسب فرقة "الشبيبة"
وهو الذي قال فيه الشاعر :
إن صاح يوماً حسبت الصخر منحدراً
والريح عاصفــة والمــوج يلتطـمُ
الــرجـــاء
قيل لأعرابي : ما أقل من الرجاء ؟
قال : " اليأس الصريح "
الإعـــراب
قيل لاعرابي : أتهمزُ إسرائيل ؟
فقـال : " إني اذاً لرجل سوء "
( وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام والمقصود هو تلفظ إسرائيل بالهمزة أم بالياء.. "إسرايـيـل").
الفــــارة
وقيل لاخر : أتهمز الفارة ؟
أي تقول : الفـأرة ..
فقــال : تهمزها الهـرة
وقالا ذلك لأنهما لم يفهما من الهمز إلا معنى الضغط والعصر.
الأمة والحـرة
قال أعرابي لابنه : اسكت يا ابن الامـة
فقال ابنه : والله إنها لأعذر منك لأنها لم ترض الا حرا.
المتاجرة بالزنا
سمع أعرابي المغيرة بن شعبة يقول :
" من زنى تسع زنيات وعمل حسنة واحدة محيت عنه التسع وكتبت له الحسنة"
فقال الأعرابي : " هلموا اذاً نتجر في الزنا "
الغنى والفقـر
قيل لأعرابي : ما أعددت لحالي فقرك وغناك؟
قال :
(الذي أعددته لحفظ الغنى هو الذي أعددته لصرف الفقر).
الصبــاح
قيل لأعرابي : كيف أصبحت ؟
قــال :
( أصبحت احتسب على الله الحسنة .. ولا احتسب الحسنة على نفسي السيئة).
العقل ثروة
قيل لأعرابي :
" أيسرك أن تكون أحمق وأن لك مئة ألف درهم؟"
قـــال :
" لا .. لأن حمقة واحدة تأتي على المال كله وأبقى بعدها أحمق"
الحافظــان
قيل لأعرابي في سفر :
ما خلفت لأهلك ؟
قال : الحافظين
قيل : وما هما ؟
قــال :
" أعريهن فلا يبرحن وأجيعهن فلا يرمحن".
الجنـــة
قيل لأعرابي : " هل تحدث نفسك بدخول الجنة؟"
قـــال :
" والله ما شككت قط أني سوف أخطو في رياضها وأشرب من حياضها واستظل بأشجارها وآكل من ثمارها واتفيأ بظلالها وارتشف من قلالها واستمتع بحورها في غرفها وقصورها"
قـيـل لـه :
أبحسنة قدمتها أم بصالحة أسلفتها ؟
قـــال :
واي حسنة أعلى شرفاً وأعظم خطراً من إيماني بالله تعالى.
قيل لـه :
أفلا تخشى الذنوب ؟
قــال :
خلق الله المغفرة للذنوب والرحمة للخطا والعفو للمجرم.. وهو أكرم من أن يعذب محبيه في نار جهنم.
الموت والبعث
قيل لأعرابي :
أتؤمن بالموت ؟
قــال : إي والله .
قيل : كيف تؤمن به ؟
قال : " إني رأيت آبائي وإخواني وأهلي وأكثر عشيرتي قد ماتوا، فعلمت اني لاحق بهم.
قـيـل : أفتؤمن بالبعث ؟
قـال : هيهات ! إنها لحفيرة سوء ما دخلها أحد فخرج.
البلاغــة
قال ابن الأعرابي :
" قيل بعض أعراب للحارث بن كعب : ما البلاغة ؟
قـــال :
" السلاطة والإصابة والجزالة "
( قصد بالسلاطة الجرأة على الكلام )
العيـــون
قال رجل لأعرابي من بني عذرة :
" ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث في الهوى كما يذوب الملح في الماء؟
قــال :
" لأنا والله نرى محاجر أعين لا ترونها "
الإحســـان
قيل لأعرابية معها شاه تبيعها : بكــم ؟
قالت : بكـذا .
قيل لها : أحسني.
فتركت الشاه وهمت بالانصراف.
فقيل لها : ما هـذا ؟
فقالت : لم تقولوا : أنقصي وإنما قلتم أحسني. والإحسان ترك الكل.
الغــراب
قيل لأعرابي : لم نسم الغراب غراباً ؟
قال : لأنه نأى واغترب.
أعرابي وابنه
قال ابان بن تغلب :
" رأيت أعرابياً يكاتب ابناً له صغيراً ويذكره حقه عليه".
فقال الصبي :
" يا أبت إن عظيم حقك علي لا يبطل صغير حقي عليك.. والذي تمت به إلى أمت بمثله إليك ولست أقول أنّـا سواء".
أبلغ الناس
سُئل أعرابي :
من أبلغ الناس ؟
فقــال :
أحسنهم لفظاً وأميلهم بديهة.
معرفة الرب
قيل لأعرابي :
أتعرف ربك ؟
قــال :
إن عرفناه أبلانا وإن أنكرناه أصلانا
علامة لا كرامة
قال العتبي :
( خرج النعمان بن المنذر متنزهاً إلى بادية له فدعا بطعامه فأقبل أعرابي يمشي مشي النعامة حتى قعد على السفرة فجعل يلف العظم باللحم والقوم ينظرون إليه. فقال : لا ينظر إلينا من يشبع، فإن الجائع كالجشع.
فقال النعمان : ما اسمك ؟
قـال : ابيت اللعن : " نعامة "
قـال : وأي اسم نعامة .
قــال : أبيت اللعن ، إن الاسم علامة وليس كرامة ، ولو كان ذلك كذلك لاشترك الناس في اسم واحد.
شغل الدنيا
قيل لأعرابي :
كيف ترى الدنيا ؟
قـال
( وهل فرغني شغلي بها أن أراها ؟
صديق أو عدو
قال رجل لأعرابي :
كيف أنت ؟
قـال :
( كما يسرك إن كنت صديقاً
وكم يسوءك إن كنت عدواً )
قضاء دين
قال الأصمعي :
" رُئى أعرابي في حزيران على شاطئ نهر يغوص غوصة ثم يخرج فيعقد عقدة في حبل.
فقيل له : ما هـذا؟
قال : " جنابات الشتاء أقضيها في الصيف".
حيلــة
عرى أعرابي فطلب خُلقاناً فحرم فتماوت فجمعوا له ما اشتروا به كفناً، وذهبوا ليسخنوا الماء فوثب الأعرابي وأخذ الثياب ولم يلحق.
فلسفة التطفل
قال الأصمعي :
كان بالبصرة أعرابي من بني تميم يُطفل على الناس فعاتبته في ذلك فقال:
والله ما بنيت المنازل إلا لتُدخل ولا وضع الطعام إلا ليؤكل ولا أريد أن أكون كلاً ثقيلاً وإذا وجدت شحيحاً بخيلاً.. اقتحم عليه مستأنساً وأضحك إن رأيته عابساً فأكل برغمه وأدعه بفمه
ما احترق في اللهوات طعام أطيب من طعام
لا تنفق فيه درهماً ولا تغني إليه خادماً
وأنشد :
كل يوم أدور في عرصة الحي
فإذا ما رأيت أثار عرس
لم أروع دون التقحم لا أرهب
مستهيناً بما هجمت عليه
فتراني ألف بالرغم منه
ذاك أدنى من التكلف والغرم
أشم القتار شم الذباب
أو ختاناً أو مجمع الأصحاب
دفعاً أو لكزة البواب
غير مستأذن ولا هياب
كل ما قدموه لف العُقاب
وغيظ الخباز والقصاب
مدح وهجاء
قال سعيد بن سليم الباهلي :
عرض لي أعرابي فمدحني قائلاً :
ألا قل لساري الليل: لا تخش
سعيد بن سلم ضوء كل بلاد
لنا سيد أربى على كل سيد
جواد حثا في وجه كل جواد
فتأخرت عن بره قائلاً قليلاً فهجاني قائلاً:
لكل أخي مدح ثواب يعده
وليس لمدح الباهلي ثواب
مدحت ابن سلم والمديح مهزة
فكان كصفوان عليه تراب
لا يدعونه يبرد
قيل لأعرابي :
ما اسم المرق عندكم ؟
قال : " السخــن "
قيل : فإذا برد ؟
قال : " لا ندعه حتى يبرد ".
أي بيت أجمل ؟!
قال قتيبة بن مسلم لأعرابي من "غنى" قدم عليه خراسان.
أي بيت قالته العرب أعف؟
قال : قول طفيل الغنوي :
ولا أكون وكاء الزاد أحبسه
لقد علمت بأن الزاد مأكول
قال : فأي بيت قالته العرب في الحرب أجود ؟
قال : قول طفيل :
بجيش إذا قيل اركبوا لم يقل لهم
عواوين يخشون الردى: أين نركب
قال : فأي بيت قالته العرب في الصبر أجود ؟
قال : قول نافع بن خليفة الغنوي :
ومــن خير ما فينا من الأمن أننا
متى ما نوافي موطن الصبر نصبر