(( القصة )) :
في أيام البادية بالجزيرة العربية كان في رجُل لديه ولد في العشرين من عمره تزوج هذا الولد ومرت الأيام وحملت الزوجة وحس الولد بالمسؤلية وقال لوالده أنه بيسافر ليبحث عن المال أو كي يرتقي بنفسه.
عندما هو في الطريق وجد رجل عنده كثير من الغنم فقال له : أريد أن أعمل لديك فقال راعي االغنم : لكن بشرط أن تنفذ مني ثلاث وصايا . فقال الولد وهو سعيد برد الراعي : سأنفذ ما تطلبه مني . قال الراعي وهو بدهشة من تصميم الولد للعمل معه : أولاً ، لا تنظر إلى وجهك في الماء . قال الولد : سأنفذ . قال الراعي : ثانياً ، لا تنام تحت النجوم . قال الولد : سأنفذ . قال الراعي : ثالثاً ، لا تذهب فوق الجبال . قال الولد سأنفذ .
بــــــــــــعد مرووور خمسة عشر عاماً ......
كان الرجُل (الولد) يقوم برعي الغنم عطش فذهب يشرب من الماء فنظر إلى وجه وقال : لقد مرت السنين ما هذا الوجه الذي تغير . ،،،، وفي نفس اللحظة أحد الغنم قد ذهب إلى الجبل فذهب الرجل وراءه فلم يستطع أن يعود إلى المكان الذي كان به لأن الليل قد حان عليه فنام تحت النجوم وقبل أن ينام تذكر أهله وتساقطت دمعاته وهو مشتاق لهم . فلما أتى اليوم الثاني وذهب عند الراعي قأل : أريد أن أذهب إلى أهلي . فقال الراعي مستغربا شحب وجه : أذهب ولكن قبل أن تذهب لديك عندي ثلاث من حمر النعم وكل ناقة معها عشرة ألاف أو إذا كنت تريد نصائح مني فكل نصيحة ناقة وعشر ألاف ولك الإختيار. الرجل : أريد أن أستغني عن حمر النعم وأريد نصائحك . فقال الراعي : النصيحة الأولى ، لا تصادق من عينه حمراء وشعره طويل . النصيحة الثانية ، لا تنام في مجرى السيول . النصيحة الثالثة ، إذا أتتك مصيبة بالليل أجلها حتى النهار وإذا أتتك مصيبة بالنهار أجلها حتى الليل .
فذهب الرجل من عنده ومعه حمار وهو في طريقه وجد شخص عينه حمراء فقال له : تفضل نام الليله عندي . فقال الرجل : سأنام عندك . وحل الليل فتذكر الرجل نصيحة الراعي فنزع بشته ( فروته ) و ملأها بالتراب ثم أتى الذي عينه حمرا بالسكين وقام بطعن البشت فلم يجد إلا تراب .
فواصل الرجل مسيرته حتى وجد قافله واقفة على مجرى سيل لكي تنام فقال لهم : لا تناموا لا تناموا . فقالوا له : ليس لك دخل بنا . فنام الرجل بالقرب منهم عند الجبل فأستيقظ و وجد إن السيل قد أتى هذا المجرى وذبح أصحاب القافلة فلم يجد إلا الذهب المتساقط على الأرض فجمعه وأخذه له فأكمل مسيرته و وصل إلى بيته بالليل فوجد رجل نائم بجنب زوجته فأراد أن يقتل هذا الرجل فتذكر نصيحة الراعي فأجل هذه المصيبة حتى النهار وأتى النهار فأكتشف أن الرجل الذي يريد أن يقتله هو إبنه ...... النـــــهاية .