برغم ماتحملته الاسرة المصرية من أعباء مادية ومعنوية خلال الشهرين الماضيين, إلا أن فرحة العيد تحل بهم لتنسيهم بعض الذي ازعجهم منذ انتهاء شهور الصيف وحلول شهر رمضان المبارك, وبدء العام الدراسي قبل اسبوع واحد من بدء الاحتفالات بعيد الفطر المبارك.. المهم ان المسئولين بالمحافظات اعلنوا استعداداتهم كالعادة لاستقبال تلك المناسبة السعيدة, بالاعلان عن ساحات الصلاة وفتح الحدائق العامة وتأمين الرحلات النهرية والبحرية, بالاضافة لتوفير السلع التموينية ومستلزمات الاسرة.. كما لوحظ ارتفاع اسهم النشاط الاهلي في دعم الاسر الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة, خاصة ان العيد يتزامن مع بدء العام الدراسي
.
لايزال الشق القبلي, وهو منطقة بالخارجة القديمة بمحافظة الوادي الجديد, متمسك بأهم جزء من الطقوس الواحاتية يوم عيد الفطر المبارك, الذي يتمثل في تجميع الناس عقب صلاة عيد الفطر مباشرة دون التوجه إلي منازلهم لتناول طعام الإفطار علي الصواني والطبالي التي خرجت من كل المنازل في الشوارع لاستقبال المصلين عقب صلاتهم, حيث يفطرون ويقدمون التهاني لبعضهم بعضا كرجال, ثم يتوجهون إلي منازلهم ليهنئوا أولادهم وذويهم بالعيد, ثم الجيران وأهل الحتة.
وفي الإطار نفسه كان للواحاتية طقوس أخري, منها تجمع العيلة في ليلة عيد الفطر, وكان جميع أفراد الأسرة يتجمعون في المنزل الكبير ويجلس الرجال مع بعضهم في مكان, والسيدات مع بعضهن, ويقوم من يجيد القراءة والكتابة بالقراءة للجميع عن مدح الرسول والسيرة الهلالية, ويستمر ذلك حتي الساعات الأولي من الصباح, وكان السهر في الليل غير موجود بين أهل الواحات, لكن ليلة عيد الفطر هي الوحيدة التي كانوا يستمرون في جلساتهم حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.
الضيف الرئيسي في موائد أول أيام العيد ببورسعيد هو الفسيخ والرنجة في تقليد غريب يعقب الصيام مباشرة, كما يتواكب أكل الفسيخ والرنجة مع كعك العيد, وليس غريبا في هذا اليوم أن تتلقي المستشفيات في بورسعيد أعدادا ليست بالقليلة من أصحاب حالات التلبك المعوي, والبعض الآخر من حالات تسمم إذا صادفهم الحظ العاثر مع فسيخ أو رنجة فاسدة. وكما للكبار تقاليدهم فإن الصغار لهم موروثهم الشعبي المتمثل في حارة العيد, وهي عبارة عن ملاه مؤقتة تقام في مساحة شاسعة من الأرض الفضاء وتضم الملاهي المراجيح والمسارح الصغيرة التي تعرض فيها عروض الأراجوز والساحر, وكذلك عربات الأطعمة المتنقلة, وإلي جانب حارة العيد فإن شوارع بورسعيد تشهد مركبة للتنزه هي البكاش التي تتحول فيها عربات الكارو بعد تركيب مقاعد خشبية لها إلي وسيلة التنزه المحببة لدي الأطفال, إلي جانب ركوب الخيل والحمير في شوارع المدينة.