[size=21]فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أن يستعلموا الله ما عنده في الأمور التي تمر بهم في حياتهم، و أن يطلبوا منه تعالى الخيرة فيها ،
وذلك بأن علمهم صلاة الاستخارة مكان ما كان يفعل في الجاهلية من الطيرة والاستقسام بالأزلام والقداح
وللأسف الشديد فرط بعض الناس في هذه السنة العظيمة بل بعضهم والعياذ بالله يتوجه إلى الدجالين والمشعوذين والكهان كي يسألهم هل هذا الأمر خير أم شر نسأل الله العافية والسلامة
وقد جاء الوعيد الشديد لمن ذهب إلى الكهان والمشعوذين فقد قال صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.
فالجأ بارك الله فيك إلى الله سبحانه وتعالى وسييسر الله أمرك .
وقد ورد في صلاة الاستخارة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ؛ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال: عاجل أمري وآجله)؛ فاقدره لي ، ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال : في عاجل أمري وآجله)؛ فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به". قال: "ويسمي حاجته".
أخرجه البخاري.
ولنقف أيها الإخوة الكرام مع هذا الحديث بعضَ الوقفات :
فمن هذه الوقفات
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام رضي الله عنهم صلاة الاستخارة وهذا يدل على أهمية هذه الصلاة إذا فلا ينبغي لنا أبدا أن نفرط في هذه الصلاة العظيمة.
وفي الحديث أيضا أن الاستخارة تشرع في أي أمر
وقد نص الحافظ النووي رحمه الله تعالى على ذلك فقال :
" الاستخارة مستحبة في جميع الأمور ؛ كما صرح به نص هذا الحديث الصحيح.
ومع ما دل عليه الحديث تجد بعض الناس يتخذ بعض القرارات المصيرية ولا يصلي صلاة الاستخارة فلماذا هذا التفريط وأين الحرص على السنن ؟.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس عند صلاتهم الاستخارة أداءُ هذه الصلاة مع عدم الهم لفعل أمر معين
فمثلا رجل متردد بين أمرين هل أفعل هذا أم هذا فيقول سأصلي الاستخارة أي الأمرين خير لي وهذا أيها الأحبة الكرام خلاف الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا هم والمتردد لا يسمى هاما فإذا اخترت شيئا معينا فعندها صل الاستخارة .
ودل الحديث أن صاحب الشأن هو الذي يصلي صلاة الاستخارة قلت هذا لأن بعض الناس إذا هم بالأمر يطلب من الناس أن يصلوا عنه صلاة الاستخارة وهذا ليس بصواب فالصواب أن يصلي صاحب الشأن الصلاة بنفسه ولا مانع أن يطلب من الغير أن يدعو الله له أن يوفقه في الأمر الذي اختاره أما أن تُصلى عنه صلاة الاستخارة فهذا كما قلنا خلاف الصواب .
ودل الحديثُ أيها الأحبة الكرام أن صلاة الاستخارة ركعتين يقرأ فيها المصلي بما شاء من الآيات والسور فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دليل يدل على تخصيص سورة معينة فاقرأ ما شئت من القرآن وهذا الأمر أحببت أن أنبه عليه لأن بعض الناس يظن أن صلاة الاستخارة لابد أن يقرأ فيها بسور وآيات خاصة ولكن كما قلنا الأمر أيسر من ذلك فلا يشترطُ أن تقرأ فيها سورا مخصوصة فاقرأ ما شئت وتيسر لك من القرآن.
والمسلم أيها الأحبة الكرام
إذا صلى صلاة الاستخارة ؛ مضى لما عزم عليه ، سواء انشرح صدره أم لا
قال ابن الزملكاني :" إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارةِ لأمر ؛ فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإنّ فيه الخير ، و إن لم تنشرح له نفسه". وقال: "وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس.
ومعنى كلامه رحمه الله : إذا صليت الاستخارة فافعل ما نويت عليه
لأن بعض الناس يظن أنه لا بد أن ينامَ فيرى رؤية فإن كانت خيرا فإن الأمر خير وإن كان غير ذلك فالأمر شر وهذا لم يدل عليه دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم
وبعض الناس يظن أنه لا بد أن يشعر أو يحس بانشراح في صدره فإن حصل هذا فالأمر خير وإن لم يحصل فالأمر ليس بخير وهذا أيضا لا دليل عليه فالصواب أن تتوكل على الله وتفعل ما استخرت عليه فإن كان الأمر خيرا فسيتيسر بإذن الله وإن كان شرا فيصرفه الله عنك.
و محل الدعاء (دعاء الاستخارة) يكون بعد السلام ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : "إذا هم أحدكم بالأمر ؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل …" ؛ إذ ظاهره أنه بعد الركعتين ؛ يعني : بعد السلام.
[/size]