لغز محير‏:50 % ‏ انخفاضا في أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية يقابلها ارتفاع في أسعار اللحوم البلدية‏30 % رئيس هيئة الخدمات البيطرية‏:‏ فتح باب الاستيراد علي مصراعيه ومنافذ لبيع اللحوم

رغم انخفاض اسعار الاعلاف والادوية البيطرية إلا أن اسعار اللحوم المحلية في تصاعد مستمر كلما اقترب عيد الاضحي المبارك ويتزامن ذلك مع انخفاض اسعار اللحوم والدواجن المجمدة بنسبة‏50%‏ وفتح باب الاستيراد للحوم الحية علي مصراعيه من الدول الخالية من الاوبئة‏.‏ المعادلة صعبة لكن المسئولين فسروها بزيادة الطلب علي اللحوم البلدية‏,‏ إضافة الي وجود نقص حاد في الحيوانات الحية نتيجة عمليات الذبح الطارئة التي قام بها المربون في دورات التربية والتسمين السابقة علي موجة انخفاض اسعار الاعلاف والمواد الغذائية بسبب الازمة المالية العالمية التي طرأت منذ شهرين تقريبا‏..‏ وجاءت عمليات الذبح بسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار العالمية وهروب المربين من الاستثمار في هذا المجال خاصة المستثمر الصغير مما جعل وزارة الزراعة تتدخل لتهبيط هذه الاسعار من خلال طرح لحوم حية ومذبوحة بالمجمعات والمنافذ المختلفة‏.‏ دورة التربية الجديدة بداية يقول محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة تجارة القاهرة‏:‏ ان اسعار الاعلاف والأدوية البيطرية انخفضت في الاسواق منذ شهرين فقط‏,‏ وبالتالي فعملية انخفاض اسعار اللحوم تأتي مع دورة التربية والتسمين التي تحصد جدواها بعد‏10‏ أشهر‏,‏ حيث يقوم المربي ببيع الانتاج لأن الدورة تستمر عاما كاملا‏..‏ اما الآن فيوجد نقص حاد في الحيوانات الحية نتيجة قيام المربين بالتخلص مما لديهم من حيوانات في المزارع بعد موجة الارتفاعات في الاسعار العالمية التي حدثت منذ اكثر من عام مضي وخروج الكثير منهم من هدا المجال من الاستثمار مشيرا الي ان الاسعار تواصل ارتفاعها لزيادة الطلب عليها علاوة علي ان بعض المربين والجزارين قد يستغلون المواسم ويرفعون اسعار اللحوم لتحقيق ارباح طائلة‏.‏ اللحوم البيضاء ازاء هذا الارتفاع المتواصل في اسعار اللحوم البلدية حرصت الهيئة العامة للخدمات البيطرية علي تسهيل استيراد اللحوم والدواجن المجمدة لتهبيط هذه الاسعار‏,‏ كما يقول الدكتور علاء رضوان رئيس شعبة استيراد اللحوم والدواجن والاسماك بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات وعضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية‏,‏ مشيرا إلي ان الكميات التي تم استيرادها من اللحوم والدواجن تصل الي اكثر من مليوني طن سنويا والاسعار الحالية لهذه اللحوم شهدت انخفاضا ملحوظا وصل الي‏50%‏ عن الاسعار التي كانت سائدة قبل حلول أزمة اسواق المال التي يمر بها الاقتصاد العالمي حاليا‏.‏ ويقول ان اللحوم والدواجن المستوردة متوافرة داخل الثلاجات بكميات كبيرة لمواجهة احتياجات السوق وهي ذات جودة عالية لأنها تستورد من امريكا والبرازيل وبعض الدول الاوروبية المعروف عنها بالمراعي الكثيفة بل وهذه اللحوم مذبوحة وفقا للشريعة الاسلامية وتتبع احدث الوسائل في تعبئتها ونقلها وتخزينها داخل الثلاجات بضريقة تضمن صلاحيتها وعدم تلفها‏.‏ ويوضح الدكتور علاء رضوان ان مكونات الاعلاف الاساسية كالقمح والذرة وفول الصويا انخفضت اسعارها عالميا بنسبة تصل الي اكثر من‏150‏ دولارا للطن علاوة علي انخفاض اسعار النولون اي النقل البحري وهذا مرجعه انخفاض اسعار البترول عالميا مما جعل الولايات المتحدة والبرازيل والارجنتين وبعض الدول الاخري التي كانت تستخرج الوقود الحيوي صديق البيئة توقف هذه العمليات نتيجة تدني اسعار البترول مما ساعد علي تخفيض الطلب المتزايد علي هذه السلع الغذائية الاساسية التي يستخدمها الانسان والحيوان‏.‏ اقترح رئيس شعبة اللحوم والدواجن المجمدة لحل مشكلة ارتفاع اسعار اللحوم البلدية الناتجة عن عمليات الذبح الطارئة من قبل المربين خاصة صغار المربين يمثلون‏68%‏ من المربين ان يتم الاهتمام بالتوسع في انتاج اللحوم البيضاء حيث تم بالفعل علاج مشكلة النقص في امهات الدواجن التي تبيض الكتكوت المخصب لكن دورة الانتاج تستغرق‏33‏ يوما بالاضافة الي ضرورة التوسع في زيادة المساحات المزروعة بالذرة والبرسيم والفول وتنويع مصادر استيراد الحيوانات الحية من الدول الاوروبية والافريقية والهند الخالية من الأوبئة والامراض‏.‏ ويطالب بالتوسع في استيراد الجمال من عدد من الدول الإفريقية ومثل هذه الحيوانات معروف عنها بأنها تقاوم الامراض والاوبئة كما يطالب رئيس غرفة اللحوم والدواجن المستوردة بتنظيم دورات تدريبية في تقطيع اللحوم من خلال توضيح خريطة القطعيات وتوعية المربين بالتوسع في مشروعات استيراد الابقار والأغنام والامهات من الدواجن القابلة للتسمين والبياضة لايجاد سلالات قوية خاصة الواردة من الاتحاد الاوروبي وامريكا اللاتينية‏,‏ ويجب تجنب الماشية الموبوءة والتوسع في انشاء المجازر ومنافذ بيع اللحوم الحمراء والبيضاء المذبوحة‏.‏ تغيير العادات الغذائية واختتم رئيس غرفة اللحوم والدواجن المجمدة قائلا ان المستهلكين يجب ان يغيروا من عاداتهم الغذائية مثل شراء الدواجن الحية والافضل شراء المذبوحة حتي يتجنبوا الاصابة بانفلونزا الطيور وان الايام القليلة المقبلة تشهد انخفاضا في اسعار الدواجن المحلية‏,‏ حيث يظهر بشاير الانتاج الجديد التي تغذي علي الاعلاف الرخيصة بعد ان هبطت اسعارها مؤخرا‏..‏ ويطالب الجزارين بالحد من ذبح الاناث لزيادة اعداد الحيوانات الحية المحلية وضرورة البحث عن انواع جديدة من الاعلاف غير النمطية ذات التكلفة المنخفضة والمرتفعة القيمة الغذائية لأن مشكلة الاعلاف موجودة عند المربين للابقار الحلابة للألبان مما ساعد علي ارتفاع اسعار الالبان ومنتجاتها‏.‏ فتح باب الاستيراد اما الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة فيرد قائلا‏:‏ ان الهيئة فتحت الاستيراد امام المستوردين من كل بلدان العالم بشرط ان تكون خارج جداول الحظر التي تنشرها منظمة الاوبئة العالمية للحيوانات بل ان المستورد له ان يستورد‏,‏ أي كميات يرغبها‏,‏ أي لا توجد قيود علي الكميات المستوردة فالسوق مفتوحة امام البرازيل والهند واوراجواي ونيوزيلندا وامريكا حيث تستورد حيوانات حلابة للالبان لمواجهة النقص الواضح في كميات الحليب وكذا الحيوانات المستوردة للتسمين‏,‏ مشيرا إلي انه تم استيراد اكثر من‏2500‏ بقرة حلوب و‏30‏ ألف عجل‏,‏ وخراف حية منها‏9‏ آلاف عجل وصلت الي المجزر الآلي بالعين السخنة‏.‏